الحكيم الفرنسي لم يعد قادرًا على التجديد التكتيكي .. فمتى يحين موعد الرحيل؟
على ورق حسابات التأهل باتت فرصة نادي آرسنال في تجاوز مجموعته في بطولة دوري أبطال أوروبا صعبة للغاية، الفريق سقط أمام أضعف حلقتين في المجموعة "دينامو زغرب وأولمبياكوس" وأمامه مواجهتين متتاليتين أمام بايرن ميونيخ تعد آماله في الخروج بأي نقطة منهما في عداد المستحيل .
ولا يعلم أحد متى تنتهي معاناة جماهير آرسنال مع مديره الفني آرسين فينغر، الرجل يصر على أخطائه في كل موسم ولا يتعلم أبدًا! ولم يعد هناك أي أمل في الظفر بالالقاب الكبرى أمام عشاق المدفعجية إلا في بطولات الكأس فقط في كل موسم بعد أن أصبح الفريق لقمة سائغة في أوروبا والبريميرليغ .
تشكيلة الفريق تضم العديد من النجوم ولكنها تقع تحت إدارة مدرب يبدو أنه أفلس تمامًا، وبات من المستحيل أن يُخرج بها عروضًا ممتعة مثلما كان الحال أيام جيل تيري هنري وبيركامب وفييرا وغيرهم من النجوم .
خطيئة المداورة
قبل مباراة أولمبياكوس قرر فينغر اعتماد مبدأ المداورة في أكثر المراكز حساسية، ودفع بالحارس الكولومبي أوسبينا بدلًا من العملاق التشيكي المهتز بيتر تشيك، قرار رآه البعض غريبًا، ولكن كان فينغر على اقتناع تام بقدرات الحارس الكولومبي الذي قدم عروضًا رائعة في كوبا أمريكا الصيف الماضي .
ولكن يبدو وأن هناك لعنة ما تلاحق أي حارس عندما يقف أمام مرمى المدفعجية .. فلا أوسبينا هذا هو من كان يتألق بقميص كولومبيا، ولا تشيك اقترب من ربع أدائه بقميص البلوز !
أوسبينا تسبب بشكل مباشر في هدف أولمبياكوس الثاني ويتحمل مسئولية كبيرة في الهدف الأول، ولم يجني فينغر من قرار الدفع به سوى خسارة مهينة على أرضه حقق بها الفريق اليوناني فوزه الأول على ملاعب انجلترا .
دفاع بلا مدافعين !
من ينظر إلى حال دفاع آرسنال لن يصبه إلا الاكتئاب والحزن .. لن يحزن على احوال المدفعجية بقدر حزنه على لقب "مدافع" الذي تم إطلاقه على لاعبين غير جديرين بممارسة كرة القدم!
أي ضربة ثابتة يتم تمريرها عرضيًا امام دفاع آرسنال يجب إحتسابها هدف من قبل أن تلعب، ولنا فيما حدث أمام أولمبياكوس وما يحدث في كل جولة في الدوري الانجليزي موعظة وعبرة .
أين فينغر من كل هذا؟! عندما تتكرر أخطاء بعينها في التمركز والرقابة اللصيقة وإغلاق المساحات فإن أول من يسأل عن ذلك هو المدرب الذي يقف مكتوف الأيدي عاجزًا لا يقدر على معالجة هذا التكرار المستفز .
ولكن يبدو أن إدارة آرسنال لن تحاول محاسبة فينغر، الرجل يقدم خدمات مالية عظيمة للنادي في إدارته "الحكيمة" لسوق الإنتقالات، أما النتائج فلتذهب إلى الجحيم .
سرعات غير مستغلة
في خط الوسط يمتلك آرسنال ميزات عديدة، أولها توافر عاملي السرعة والدقة في التمرير، لماذا لا يستغل آرسنال هذه النقاط في بناء هجماته، لماذا يصر في بعض الأحيان على تبني مبدأ التمريرات القصيرة المتتالية بداعي إمتاع الجمهور؟!
لديك شامبرلين ومسعود أوزيل وكازورلا، الأول يتمتع بسرعة ومهارة، والثنائي الآخر لديه قدرات كبيرة على صعيد التمرير الطولي الدقيق واختيار التوقيت المناسب والمكان المناسب لإرسال الكرة، وفي الأمام هناك ثنائي يتمتع بسرعات ومهارات يحسد عليها "سانشيز ووالكوت" .
في مواجهة أولمبياكوس أصر فينغر على الابقاء على بيليرين في الجبهة اليمنى وهو الذي لم يفعل أي شئ وكان عبئًا على الفريق، وركز هجماته على الجبهة اليسرى الذي بنى الفريق اليوناني أمامها جدارًا حديديًا يصعب اختراقه، وعندما خير الجبهة اليمنى في الهجوم جاء الهدف الثاني!
كان الأجدر به أن يخرج بيليرين الغير موفق ويدفع بشامبرلين في مركز الجناح مع دخول والكوت في عمق الهجوم، حينها كان بالإمكان تغيير النتيجة .
والآن يقف جماهير آرسنال امام حقيقة باتت واضحة وضوح الشمس .. الحكيم الفرنسي أفلس تمامًا وحان موعد رحيله، ولكن هل تتحرك الإدارة؟ أم أن فينغر نفسه قد يستشعر أخيرًا بأن وجوده على مقعد تدريب الفريق لم يعد له أي معنى؟
آرسين صنع مجد آرسنال وقاده لمنصات التتويج وصنع العجائب نعم، ولكن لكل حقبة مهما بلغت روعتها نهاية حتمية .. فمتى تُكتب نهاية حقبة آرسين ؟! هذا هو السؤال الذي بات سخيفًا من فرط تكراره في كل موسم.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire